ما كانتْ قيثارة
——————-
ما كانتْ قيثارةُ يوماً ما
يخطرُ في ذاكرتي أنّي أشتاقُ لها
من أجلِ صناعةِ لحنٍ
وأغادرُها
حال تكاملِ لحني
ما كانتْ قيثارة قافيتي
استنزفُ من ألوانِ الأوتار
بها شجني
وأغادرُها
حالَ توهّجِ شعري
ماكانتْ قيثارةُ في سحرِ النظراتِ
ولا معسول البسمة
ولا بقوامٍ ممشوقٍ بالاغراءِ
كرمحٍ شاميٍّ
يثنيني كي أقضيَ وطراً معها
وأغادرُها
ماكانتْ قيثارةُ
حينَ تغيبُ أو تتعمَّدُ في الهجرِ
يصاحبُ جفوتها عندي مللٌ وفتور
ما كانتُ قيثارةُ
لي زمناً محدوداً ومكاناً
هي أزمنتي
هي امكنتي
يدورُ هواها في تيارِ الماءِ القادمِ
من أقصى الخابورِ
إلى شطِّ العربِِ
مذ درجتْ قدمٌ فوقَ ثرانا
منذ ابُتُكِرَتْ ساقيةُ لغرامِ النارنج
بسعفِ نخيلِ البصرة
منذُ تنَفَّسْتُ ببابِ السور
عبيرَ الكلمات
منذ تهجيتُ الحرفَ وغارَ بقلبي
عشقُ مخارجه
كان يدورُ هواها
د. محفوظ فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق